قال أطباء ليبيون إن الصبي الهولندي الذي نجا من تحطم الطائـرة الليبيـة، التي بلغ عدد ضحاياها ،103 هو الآن في صحة جيدة بعد أن أُجري له عمليـة جراحيـة لساقه المحطمة. لكن ظاهرة «الناجي الوحيد» في حوادث الطيران أصبحت ملفتة للنظر.
وقالت صحيفة محلية تدعى «برابانتس داغبلاد»، في جـنوب هـولندا إن الناجي الوحيد من الطائرة المنكوبة، روبن فان أسوا (تسع سنوات)، هو من مدينة تيلبيرغ.
وقالت جدته آن فان ساندي، للصحيفة إن «روبن كان في جنوب افريقيا في رحلة سفاري مع شقيقه وابويه اللذين كانا يحتفلان بعيد زواجهما». وأكدت الجدة للصحيفة أنها لم تشاهد الصور التي بثها التلفزيون عن الشخص الناجي، ولكن أفراد عائلات اخرى ابلغوها عن نجاة الطفل.
وأكدت وزارة الخارجية الهولندية أن الصبي أبلغ موظفي السفارة الذين تحدثوا معه أول من أمس، بأن اسمه روبن وان عمره تسع سنوات، وأنه من مدينة تيلبيرغ. ولم تذكر الوزارة اسم عائلة الطفل، ولكنها قالت إن عم الطفل وعمته وصلا الى مدينة طرابلس وسيرونه في اقرب فرصة ممكنة. وقال بيان وزارة الخارجية «حالما تسمح حالته الصحية سيتم نقله الى هولندا».
وعرض التلفزيون الليبي صور الطفل مرات عدة وهو يرقد على سريره في المستشفى بعد حادث تحطم الطائرة، ولكنه كان يتنفس عبر قناع أوكسجين وكانت ملامحه غير ظاهرة تماما. وخضع لعمليات جراحية لإصلاح الكسور المضاعفة التي تعرض لها بعد انتشاله من حطام طائرة إيرباص ايه 330 التابعة لشركة الخطوط الافريقية، والتي تحطمت قبل دقائق من هبوطها في طرابلس، بعد رحلتها التي استمرت اكثر من سبع ساعات قادمة من غوهانسبورغ عاصمة جنوب افريقيا. وكان نحو نصف الضحايا من السياح الهولنديين الذين كانوا يقضون عطلتهم في جنوب افريقيا.
وقالت رئيسة قسم العظمية في المستشفى الليبي، الدكتورة حميدة السهلي، لوكالة الانباء الليبية إن «الصبي يتنفس بصورة جيدة وجميع أعضائه الاساسية تعمل بصورة طبيعية». واضافت السهلي أن «الطفل عانى كسوراً في ساقيه و فقد كثيراً من دمه، ولكنه لم يتعرض لنزف داخلي».
ولم يقدم المسؤولون تفسيراً لنجاة الطفل، ولكن كان على الاقل خمس حالات هذا العقد لتحطم طائرات تجارية نجا منها راكب واحد وهي ظاهرة اصبحت تستوقف العلماء والمتابعين.
وفي الصيف الماضي تم العثور على فتاة في الثالثة عشرة من العمر وهي ممسكة بحطام الطائرة لمدة 13 ساعة قبالة جزر القمر. وقال الكاتب في مجال الملاحة والطيران في شركة الخطوط الاميركية، باترك سميث: «ربما تبدو فكرة نجاة شخص واحد من تحطم الطائرة مسألة حظ، ولكن ذلك حدث مرات عدة»
وقالت الخطوط الجوية الافريقية ان الرحلة التي تحمل رقم (771) كانت تحمل 93 راكباً و11 هم طاقم الطائرة. ويقال ان 58 راكبا من الجنسية الهولندية وستة من جنوب افريقيا واثنين من ليبيا، واثنين من النمسا والمانياً وزيمبابوياً، وفرنسياً وبريطانيين. ولم يتم تحديد جنسية 19 راكبا اخرين حتى الآن. وكان الطاقم كله من الليبيين. وكان من المقرر بالنسبة للعديد من الركاب ان يستقلوا طائرة اخرى من طرابلس نحو وجهات اخرى. وهناك اكثر من 600 طائرة من طراز ايرباص ايه 330 تم صنعها منذ ادخال هذه الطائرة عام .1994 وكان تحطم طائرة الافريقية هو ثاني حادث في هذا النوع من الطائرات. وكان الأول هو تحطم الطائرة الخطوط الفرنسية الرحلة 447 قبل عام قبالة السواحل البرازيلية. ولكن في الشهر الماضي اضطرت طائرة تابعة لخطوط كاثي باسيفيك الى الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ، نظرا لحدوث مشكلات في المحركات وعانى 57 راكباً من أضرار بسيطة.
وقالت ادارة الطيران المدني في هونغ كونغ ان السيطرة على المشكلات في المحركين وهما من طراز «رولزرويس» اجبرت الطائرة على الهبوط بسرعة اعلى من الطبيعي، ما ادى الى حدوث اضرار في أحد المحركات وحدوث ثقب في احد الاطارات.
وقال الطيار انه لم يكن قادراً على جعل المحركات تعمل بصورة طبيعية اثناء الهبوط وأن احد المحركات عمل بنسبة 17٪ من قوته، في حين أن الآخر كان يعمل بنسة 70٪.