أثارت الأغنية اللبنانية «جمهورية قلبي» للمطرب محمد اسكندر والتي دعا فيها إلى عودة المرأة لبيتها كثيراً من النساء وأغضبتهن، فقد اعتقدن أن عودتهن للبيت مهانة وأن الكرامة تأتي من مجرد خروج المرأة للعمل! مع أن الأمور من وجهة نظري ليست بهذه الطريقة، فكم من امرأة عملت وأهينت، وأخرى جلست في بيتها وكُرمت.. والعكس صحيح.
والحقيقة أن عمل المرأة أو جلوسها في البيت كأم وكزوجة ليس أحدهما أو الآخر هو من يحقق لها المساواة بالرجل ومن يعيد لها حقها المفقود . كما أن عمل المرأة ما كان يوماً حراماً ومخالفاً للشريعة الإسلامية فلقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد تاجرة وتزوج بها سيد البشرية رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهناك امرأة عملت في الحسبة في عهد عمر بن الخطاب. ولا توجد آية أو حديث يحرم عمل المرأة وإذا اعتقد البعض أن المرأة هي الوحيدة المسؤولة عن تربية أطفالها وعن الطبخ وتنظيف المنزل فذلك أيضاً غير وارد في شريعتنا السمحة. ولا أقصد هنا أن تتخلى النساء عن دورهن كأمهات ومربيات ولكن الهدف أن تكون الأدوار الأسرية فيها بعض المرونة بما يتلاءم مع الظروف التي تعيشها الأسرة فقد تفقد الأسرة عائلها وفي تلك الحالة من يقوم بالنفقة امرأة.. ألا نجد أن كثيرا من الأمهات هن من يقمن بهذه المهمة؟. أليس الكثير من الأمهات المطلقات هن اللاتي ينفقن على أطفالهن بعد أن تخلى الزوج عن دوره في ذلك؟ بل نرى كثيرا من الشباب السعودي يبحث عن زوجة عاملة تعينه على متطلبات الحياة، والزوج يرسل زوجته لتعمل في قرية منذ طلوع الفجر ولا تعود إلا مع غروب الشمس!. ولو كان هناك حرج في عمل المرأة لما سمح الرجل لابنته وأخته وزوجته بالعمل ، ولما وجدتَ كثيرا من البيوت حياتها قائمة على امرأة تعمل لا رجل.
أكره أن يكون للعمل وطلب الرزق والعفاف والكرامة جنس معين، على طريقة هو لابد أن يعمل وهي لابد أن يكون مكانها البيت..الخ. فقد تحصل ظروف تحتم تبادل الأدوار ويكفي على سبيل المثال أن زميلة لي اضطرت للعمل لعجز زوجها عن العمل بسبب حادث مروري.
قد يقول البعض إنها مجرد أغنية ولا تحملوها ما لا تحتمل من المعاني والجدل!. ولكني أعتقد أن كلمات الأغنية تعكس بعضا من واقع الرجل العربي من حيث ذكوريته وأنانيته وتعامله مع المرأة وفقا لصورة نمطية في مخيلته أو هكذا يتمنى أن تكون في الواقع!!.
كلمة في أذن الفنان اسكندر، المرأة هي اليوم رئيسة جمهورية قلبك، وإذا أخرجتها يوما ما لسبب أو لآخر ما مصيرها؟هل تبحث عن رجل يوظفها رئيسة لقلبه هو الآخر؟! أم ستصبح من ساكنات الشوارع؟!